للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقلال هجر كانت معروفة عندهم. وروى الشافعي رحمه الله تعالى (١) عن ابن جريج أنه قال: رأيت قلال هجر. والقلة منها تسع قربتين أو قربتين وشياء فاحتاط الشافعي رحمه الله تعالى، وجعل الشيء نصفا لأنه لو كان فوقه لقال ثلاث قربٍ الأشياء، فتكون جملة القربتين خمسمائة رطل، والله تعالى أعلم.

فائدة: في الحديث (٢): "من قطع سدرة صوّب الله رأسه في النار" الحديث، أراد به سدر مكة لأنها حرم، وقيل سدر المدينة، نهى عن قطه ليكون أنسا وظلا لمن يهاجر إليها، وقيل أراد السدر الذي يكون في الفلاة يستظل به أبناء السبيل والحيوان أو في ملك إنسان فيتاحمل عليه ظلما فيقطعه بغير حق، ومع هذا فالحديث مضطرب الرواية فإن أكثر ما يروى عن عروة بن الزبير وكان هو يقطع السدر ويتخذ منه أبوابا، وأهل العلم مجتمعون على إباحة قطعه، والله تعالى أعلم (٣).


(١) الأم للشافعي (١/ ١٨).
(٢) أخرجه أبو داود (٥٢٣٩)، النسائي في الكبرى (٨٥٥٧)، والبغوي في معجم الصحابة (٤/ ١٨٨)، وابن قانع في معجم الصحابة (٢/ ٦٥)، والطبراني في الأوسط (٢٤٤١)، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٢٣٠) والضياء في المختارة (٢١٥)،، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢٨٤) قلت: رواه أبو داود خلا قوله: من سدر الحرم. رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات. وانظر المقاصد الحسنة (ص: ٤٩٠) وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٤٧٦)، والصحيحة (٦١٤).
(٣) انظر: السنن الكبرى للبيهقي (٦/ ٢٣٠) الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي (ص: ١٢٢)، المقاصد الحسنة (ص: ٤٩٠).