للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قول مجاهد في تفسير قوله تعالى: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (٦)} (١) [أي] يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم لا يخطئون وكأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحدا. وقال ابن عباس في رواية أبي صالح: هم أعرف بمنازلهم من أهل الجنة إذا انصرفوا إلى منازلهم. وقال محمد بن كعب يعرفونها كما تعرفون بيوتكم في الدنيا إذا انصرفتم [من] يوم الجمعة، هذا قول جمهور المفسرين وتلخيص أقوالهم ما قاله أبو عبيدة، {عَرَّفَهَا لَهُمْ} بينها لهم حتى عرفوها من غير استدلال قال مقاتل بن حيان بلغنا أن الملك الموكل بحفظ عمل بني آدم يمشي في الجنة ويتبعه ابن آدم حتى يأتي أقصى منزل هو له فيعرّفه كل شيء أعطاه الله له في الجنة فإذا دخل إلى منزله وأزواجه انصرف ذلك الملك عنه اهـ. قاله في حادي الأرواح (٢).

تنبيه: وقيل أن حول الجنة أماكن متسعة ومتنزهات يخرج إليها أهل الجنة مع أنه يبقى في الجنة مع كثرة من فيها من خلق الله تعالى وسعة ما وهبوا منها أماكن كثيرة لم تسكن فينشئ الله تعالى لها خلقا يسكنهم إياها والله أعلم.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: فيدخل رجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله تعالى وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله بعبادتهما الله في الدنيا، الحديث. هذا ما ذكر في حديث محمد بن كعب القرظي وفي حديث أبي سعيد أن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعين


(١) سورة محمد، الآية: ٦.
(٢) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ١٤٦).