للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أنه رآه عمر ومعه لحم قد اشتراه لأهله بدرهم، فقال: ما هذا؟ قال: لحم اشتريته لأهلي بدرهم فقال: أكلما اشتهيتم اشتريتم، أين تذهب عنكم هذه الآية: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} (١)، الآية. فمن ترك اللذلة المحرمة في الدنيا لله عز وجل استوفاها يوم القيامة أكمل ما تكون، ومن استوفاها ههنا يحرمها هناك أو نقص كمالها، فلا يجعل الله تعالى لذة من وضعها في معاصيه ومحارمه كلذة من ترك شهوته لله تعالى أبدا، والله تعالى أعلم، قاله في حادي الأرواح (٢).

فائدة: فإن قيل: فهل في الجنة توالد؟ فالجواب: إن فيه قولين: أحدهما أنه لا يولد ولا يكون فيها توالد لأن الولادة محل الأقذار، والجنة طاهرة. والثاني: أنه يكون فيها التوالد، وقد دل عليه الحديث، قال الترمذي في جامعه (٣): حدثنا بندار فذكره إلى أن قال: عن أبي الصديق الناجي عن أبي


= ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٤/ ٢٩٧)، وابن شبة في تاريخ المدينة (٣/ ٨٠٣)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ٤٩). وأخرجه الحاكم (٣/ ٤٩٤)، وقد تعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: القاسم واه. وقال ابن الملقن في الخلاصة (٢/ ٤١٦/ ٢٨٠٧): غريب كذلك وفي الحاكم نحوه بإسناد قال فيه إنه على شرط البخاري ومسلم. وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (١/ ٧٣٨).
(١) سورة الأحقاف، الآية: ٢٠.
(٢) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ٢٤١).
(٣) موطأ مالك (٢/ ٩٣٦) وابن ماجه في السنن (٤٣٣٨)، والترمذي في السنن (٢٥٦٣)، وفي العلل (٦٢٥) وأبو يعلى في المسند (١٠٥١)، وعنه ابن حبان في صحيحه (٧٤٠٤)، والدارمي في السنن (٢٨٣٧). والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق (٢٠٥) أحمد في =