للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يا رسول الله: لا يولد لأهل الجنة فإن الولد من تمام السرور؟ فقال: نعم، والذي نفسي بيده، وما هو إلا بقدر ما يتمنى أحدهم فيكون حمله ووضعه وشبابه، أي في ساعة واحدة، والله تعالى أعلم. وأما حديث أبي رزين الذي أشار إليه البخاري وفيه أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: "لا توالد في الجنة"، وهو صريح في أن لا توالد، ويدل له قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} (١)، وهن اللاتي تطهرن من الحيض والنفاس والغائط والبول والنخام والبصاق والأذى، ولكن في الحديث الصحيح (٢) (٣) عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال يبقى في الجنة فضل فينشئ الله [لها] خلقا يسكنهم إياها ولو كان في الجنة إيلاد لكان الفضل لأولادهم وكانوا أحق به من غيرهم ولأن الله تعالى قدر هذا التناسل في الدنيا لأنه قدر الموت وإخراجهم إلى هذه الدار قرنا بعد قرن وجعل لهم أمدا ينتهون إليه فلولا التناسل لبطل النوع الإنساني ولهذا الملائكة لا يتناسلون لأنهم لا يموتون كما يموت الإنس والجن فإذا كان يوم القيامة أخرج الله تعالى الناس كلهم من الأرض وأنشأهم للبقاء ولا يحتاجون إلى تناسل الحفظ النوع الإنساني إذ هو منشأ للبقاء والدوام فلا أهل الجنة يتناسلون ولا أهل النار يتناسلون، اهـ، [قاله] في الديباجة.


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٥.
(٢) صحيح البخاري (٧٣٨٤) صحيح مسلم (٣٨) (٢٨٤٨).
(٣) هذان اللوحان ٢٩٢ و ٢٩٣ بين المعقوفين سقطا من الأصل وأثبتا من النسخة الهندية.