للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأرض حصينة مقصودة من سائر النواحي وأهلها في خصب ورغد وعيش وفي نسائها جمال فائق، وكافت في قديم الزمان أكثر البلاد وأحسنها، ويقال إنها مطلسمة لا يدخلها حية ولا عقرب ومتى وصلت الحية والعقرب إلى باب المدينة هلكت وتحمل من تراب حمص للبلاد فيوضع على لسعة العقرب فيبرأ ولها على القبة العالية التي وسطها صنم من نحاس على صورة إنسان راكب على فرس يدور مع الريح كيفما دارت وفي حائط القبة حجر فيه صورة عقرب يحيي المللذوغ والملسوع ومعه طين يطبعه على تلك الصورة ويدعه على اللذعة واللسعة وجميع شوارعها وأزقتها أو طرقها مفروش بالحجر الصلد وبها جامع كبير جدا وأهلها موصوفون بالرقاعة وقلة العقل وذكر الثعلبي في كتاب العرائس في فضل الشام أنه نزل حمص تسعمائة رجل من الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين (١).

قول عائشة: أنتن اللاتي تدخلن نساءكن الحمامات سمعت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر فيما بينها وبين ربها" الحديث.

قال العلماء: ويترتب في إتيان النساء الحمام مفاسد منها ترك الصلاة ومنها لإظهار الزينة التي أمرت بإخفائها ومنها التشويش على الرجال بما يظهر من تحت الثوب من الحلي والقماش الملون أو مشية بتمايل أو رائحة طيبة


(١) انظر: ربيع الأبرار (٥/ ٤٣٩)، وعرائس المجالس (ص ٣٢٣)، وتهذيب الأسماء واللغات (٣/ ٨٦)، وحياة الحيوان (٢/ ١٩٠)، وخريدة العجائب (ص ١٠٥ - ١٠٦).