للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المسيب. وقال سليمان بن موسى: كان سعيد بن المسيب أفقه التابعين.

وقال أبو حاتم: ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب، وهو أثبتهم في أبى هريرة. قال الحافظ: كان أعلم الناس بحديث أبى هريرة سعيد بن المسيب، وكان زوج بنت أبى هريرة. قال أحمد بن عبد الله: كان سعيد فقيها، صالحا، لا يأخذ العطاء، له بضاعة أربعمائة دينار يتجر فيها في الزيت. وروى البخاري في تاريخه أن ابن المسيب حج أربعين حجة. وأقوال السلف والخلف متظاهرة على إمامته، وجلالته، وعظم محله في العلم والدين.

توفى سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة أربع وتسعين، وكان يقال لهذه السنة: سنة الفقهاء؛ لكثرة من مات فيها من الفقهاء، وقد ذكرنا مرارا أن سعيد بن المسيب أحد فقهاء المدينة السبعة، وسبق بيانهم في ترجمة خارجة بن زيد.

قوله: "أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة" الحديث، المراد بالسوق هنا مجمع لهم يجتمعون فيه كما يجتمع الناس في الدنيا في السوق كما تقدم أول الباب في حديث أنس.

قوله: "قال أبو هريرة: قلت يا رسول الله هل نرى ربنا؟ قال: نعم، هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟ قلنا: قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم عز وجل" الحديث. اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلا وأجمعوا أيضا على وقوعها في الآخرة وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله