للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى في الآخرة للمؤمنين ورواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآيات القرآن فيها مشهورة وزعمت طوائف من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه وأن رؤيته مستحيلة عقلا وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح والله أعلم. قوله: "ولا يبقى أحد في ذلك المجلس إلا حاضره الله محاضرة" وحاضره هو بالحاء المهملة والضاد المعجمة أي كالمه الله بكلام بحيث لا يسمع الكلام غيره ممن هو حاضر معه فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة ويا قرة عين الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (٢٤) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (٢٥)} (١). قاله في حادي الأرواح (٢).

قوله: "فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من دونه وما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللباس" الحديث، يروعه أي يعجبه حسنه ومنه حديث عطاء يكره [للمحرم] كل زينة رائعة أي حسنة وقيل معجبة رائقة. قاله في النهاية (٣).

قوله: "فيتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبًا وأهلًا" تقدم الكلام على ذلك. قوله: "عبد الحميد بن حبيب" قال الحافظ هو كاتب الأوزاعي والأوزاعي هو


(١) سورة القيامة، الآيات: ٢٢ - ٢٥.
(٢) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ٢٨٤).
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٢٧٨).