للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والديباج هو الثوب المتخذ من الإبريسم وتقدم أيضا والاستبرق نوع من الحرير وهو الغليظ منه، فجيد الحرير هو الديباج وردئيه هو الاستبرق والله أعلم.

قوله: وحشيشها زعفران مونع هو من قولهم دم يانع أي محمار، قوله: "والألنجوج يتأججان من غير وقود" الألنجوج بفتح الهمزة واللام وإسكان النون وجيمين الأولى مضمومة هو البخور أي الهندي، اهـ، قاله الحافظ.

وقال شيخ الإسلام العراقي في شرح الأحكام (١) ويقال فيه أيضا يلنجوج بالياء أوله بدل الهمزة ويقال فيها أيضا ألنجج بحذف الواو التي تلي الجيمين والألف والنون فيه زائدتان كأنه يلجّ في تضوع رائحته وانتشارها ويقال له أيضا اليلنجوج والألنجج. قاله عياض (٢). فإن قلت: إنما تفوح رائحة العود بوضعه في النار كما قال الشاعر:

لولا اشتعال النار فيها حاولت ... ما كان يعرف طيب نشر العود

والجنة لا نار فيها؟ قلت: قد يشتعل بغير نار وقد تفور رائحته بلا اشتعال وليست أمور الآخرة على قياس أمور الدنيا وهذا الطير يشتهيه الإنسان فينزل مشويا بلا شيّ بنار ولا غيرها، والله أعلم. قوله: "يتأججان من غير وقود" أي يلتهبان وزنه ومعناه قاله الحافظ.

وقال الخطابي: كأنه أراد به الجمر الذي عليه البخور. فإن قلت: هذا فيه نوع منافاة لما تقدم في الرواية السابقة أن مجامرهم الألوة. قلت: لا ينافي كون


(١) طرح التثريب في شرح التقريب (ج ٨/ ٢٥٧).
(٢) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ٣١).