للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فصارت أيامهم في الآخرة كلها أعيادًا. قال الحسن كل يوم لا يعصى الله فيه [فهو] (١) عيد، كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد، اهـ. قاله ابن رجب في اللطائف (٢).

قوله: "فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه" تقدم الكلام على الساعة التي يستجاب فيها الدعاء في يوم الجمعة [في كتاب الجمعة]، وورد فيها أحاديث كثيرة وأقوال السلف والخلف والذي عليه الجمهور وصححه النووي أنها من صعود الخطيب على المنبر إلى أن يفرغ من الصلاة لحديث ورد في ذلك في صحيح مسلم.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض" الحديث، الأفيح هو بالفاء وبالحاء المهملة هو الواسع فكل موضع واسع يقال له أفيح وروضة فيحاء ودار فيحاء أي واسعة وفاحت الغارة أي اتسعت، قاله ابن الأثير (٣) وغيره. قوله: "فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حين ينظروا إلى وجهه" تقدم الكلام على معنى التجلي قريبا.

قوله: "فسلوني. فيسألونه الرضى" فذكر الحديث إلى أن قال: "فسلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" الحديث. واعلم أنه سبحانه وتعالى


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) لطائف المعارف لابن رجب (ص: ٢٧٨).
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٤٨٤).