للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصدع والعيب.

قوله: "وعن أنس بن مالك" تقدم الكلام على ترجمته.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أتاني جبريل عليه السلام وفي يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء" الحديث. جبريل هو رسول رب العالمين إلى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، وتقدم الكلام عليه في الجمعة وفضلها مبسوطًا. والنكتة السوداء أي أثر قليل كالنقطة شبه الوسخ في المرآة والسيف ونحوهما. قاله في النهاية (١).

قوله: "فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا لقومك من بعدك" الحديث.

تنبيه: وأما أعياد المؤمنين في الجنة فهي أيام زيارتهم لربهم عز وجل فيرونه ويكرمهم غاية الكرامة ويتجلى لهم وينظرون إليه فما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم من ذلك وهو الزيادة التي [قال] فيها [عز وجل: {لِلَّذِينَ] أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (٢) كل يوم كان للمسلمين عيدا في الدنيا فإنه عيد لهم في الجنة يجتمعون فيه على زيارة ربهم ويتجلى لهم فيه ويوم الجمعة يدعى في الجنة يوم المزيد ويوما الفطر والأضحى يجتمع أهل الجنة فيهما للزيارة. وروي أنه يشارك النساء الرجال فيهما كما كنّ يشهدن العيد مع الرجال دون الجمعة، فهذا لعموم أهل الجنة، وأما خواصهم فكل يوم لهم عيد يزورون ربهم كل يوم مرتين بكرة وعشيا الخواص كانت أيام الدنيا كلها لهم أعيادا


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٥/ ١١٤).
(٢) سورة يونس، الآية: ٢٦.