وقيل من مقبض القوس إلى سنيته ولكل قوس قالبان، انتهى قاله الحافظ، يقال: بيني وبينه قاب رمح وقاب قوس أي مقدارهما، قاله ابن الأثير. قوله صلى الله تعالى عليه وسلم:"خير من الدنيا"، قال النووي في تحريره في كتاب الطلاق:"الدنيا"، بضم الدال على المشهور، وحكى ابن قتيبة في أدب الكاتب كسرها وجمعها دُنًى ككبرى وكُبَر، وهي من دنوت لدنوها وسبقها الدار الآخرة. قال: وفي حقيقة الدنيا قولان: أحدهما أنها ما عدى الأرض من الهواء والجو، والثاني: كل المخلوقات والجواهر والأعراض الموجودة قبل الدار الآخرة. قال: وهو الأظهر، والله تعالى أعلم (١).
قوله صلى الله تعالى عليه وسلم:"ولنصيف امْرَأَة"، وفي آخر الحديث:"مَا النصيف قَالَ الْخمار"، انتهى، الخمار ما يغطى به الرأس، ويقال أيضا للعمامة، وكلما غطى الرأس نصيف، والله تعالى أعلم.
"قوله"، وفي رواية: خير مما بين السماء والأرض؛ وفي رواية: خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب. وفي حديث أبي هريرة الذي تقدم:"خير من الدنيا ومثلها معها"، فكل هذه الروايات ترجع إلى معنى واحد ويراد بها شيء واحد. قال: كلما بين السماء والأرض تطلع عليه الشمس وتغرب، وهو عبارة عن الدنيا.
(١) انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن (١/ ١١١)، تحرير ألفاظ التنبيه (١/ ٢٦٥)، البدر المنير (١/ ٦٦٤).