للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيتناول الحديث عليه. الله سبحانه وتعالى يخلق هذا الجسم ثم يذبح مثالا لأن الموت لا يطرأ على أهل الآخرة، انتهى.

وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى (١): الموت معنًى والكلام في ذلك وفي الأعمال فإنها لا تنقلب جواهر، فإن قيل كيف تنقلب الأعمال أشخاصا وهي في نفسها أعراض؟ الجواب أن الله تعالى يخلق من ثواب الأعمال أشخاصا حسنة وقبيحة لأن العرض ينقلب جواهرا إذ ليس من قبيل الجواهر، ومثل هذا ما صح في الحديث أنه يؤتى بالموت كأنه كبش أملح، الحديث. ومحال أن ينقلب الموت كبشا لأن الموت عرض، وإنما المعنى أن الله سبحانه وتعالى يخلق كبشا يسميه الموت فيذبح بين الجنة والنار، ويلقي في قلوب الفريقين أن هذا الموت يكون ذبحه دليلا على الخلود في الدارين، وهكذا كل ورد عليك من الهذا الباب التأويل فيه على ما ذكرت لك، والله تعالى أعلم، انتهى. وإنما جيء بالموت على هيئة كبش لما جاء أن ملك الموت لما أتى آدم عليهما الصلاة والسلام أتاه في صورة كبش أملح قد نشر من أجنحته أربعمائة جناح، وفي بعض النسخ أربعة آلاف جناح، وقال مقاتل والكلبي في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} (٢)، خلقهما جسمين جعل الموت على هيئة كبش لا يمر على شيء إلا مات، والحياة على هيئة فرس أنثى بلقاء وهي التي كان جبريل عليه الصلاة والسلام


(١) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٣٨٥).
(٢) سورة الملك، الآية: ٢.