للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأما قوله: "كهيئة كبش أملح"، اختلف أهل اللغة في الأملح، فقال الأصمعي هو الذي يشوب بياضه شيء من السواد، وقال أبو حاتم هو الذي يخالط بياضه حمرة، وقيل هو الذي يعلو سواد حمرة، وقال ابن الأعرابي هو النقي البياض.

وقال الخطابي (١): هو الأبيض الذي في خلل صوفه طاقات سود، وقال الداودي هو المتغير الشعر بياض وسواد، وقال الكسائي هو الذي فيه بياض وسواد، والبياض أكثر، قاله صاحب العلم المشهور. قال في سلاح المؤمن، قال بعض أصحاب المعاني: يحتمل أن اختلاف اللونين على هذا في هذا المثال لاختلاف الحالين البياض لجهة أهل الجنة الذين ابيضت وجوههم والسواد لجهة أهل النار الذين اسودت وجوههم، انتهى.

وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله تعالى (٢): يحتمل أن تكون الحكمة في كون الكبش أملح أن البياض من جهة الجنة والسواد من جهة النار. ثم قال: وظاهر هذا الحديث مستحيل، وإذا تقرر ذلك استحال أن ينقلب الموت كبشا لأن ذلك من انقلاب الحقائق وهو محال، وقد تأول الناس هذا الخبر على وجهين أحدهما: أن الله تعالى خلق صورة كبش خلق فيها الموت، فلما أراه أهل الجنة وأهل النار وعرفوه فعل الله تعالى فيه فعلا يشبه الذبح أعدمه عند ذلك العقر حتى يأمن أهل الجنة فيزدادوا سرورا إلى


(١) معالم السنن (٢/ ٢٢٨).
(٢) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٢٣/ ٥٠).