للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سرورهم وييأس منه أهل النار فيزدادوا حزنا إلى حزنهم، وعلى هذا يدل باقي الحديث، ولا إحالة في شيء من ذلك ولا بعد انتهى.

قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "فينادي به مناد يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون"، الحديث، يشرئبون قد ضبطه الحافظ وفسره فقال: أي يمدون أعناقهم لينظروا، انتهى، أي يتشوّفون ليبصروا ما عرض لهم. وقال ابن الأثير (١) وغيره: أي رافعي رؤوسهم متشوقين متطاولين لينظروا إليه، وكل رافع رأسه مشرئب، انتهى.

قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "يجاء بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط"، الحديث. قال الإمام القرطبي في التذكرة (٢): قلت: هذه الأحاديث مع صحتها نص في خلود أهل النار فيها لا إلى غاية ولا إلى أمد مقيمين على الدوام والسرمد من غير موت ولا حياة ولا راحة ولا نجاة، بل كما قال تعالى في كتابه الكريم وأوضح فيه من عذاب الكافرين والذين كفروا {لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} إلى قوله تعالى: {مِنْ نَصِيرٍ} (٣)، وقال تعالى: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} (٤) الآية. وقال تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٤٥٥).
(٢) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٩٢٦).
(٣) سورة فاطر، الآية: ٣٦ - ٣٧.
(٤) سورة النساء، الآية: ٥٦.