للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} (١) الآية، فمن قال أنهم يخرجون منها وأن النار تبقى خالية بجملتها خاوية على عروشها وأنها تفنى وتزول فهو خارج عن مقتضى المعقول، ومخالف لما جاء به الرسول، وما اجتمع عليه أهل السنة والأئمة العدول {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} (٢) الآية، وإنما تخلّى جهنم وهي الطبقة العليا التي فيها العصاة من أهل التوحيد، انتهى. قوله: "ثم قرأ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٩)} (٣)، وأشار بيده إلى الدنيا" الحديث. قال العلماء: إذ الآخرة ليست دار غفلة، ومعنى أنذرهم أعلمه وحذرهم، والنذارة إعلام بالشر والبشارة إعلام بالخير، ويوم الحسرة يعني به زمن ذبح الموت إذا سمعوا خلود فلا موت، وقضي يعن انختم وتُمِّم، والأمر يعني خلود أهل النار فيها. وقوله تعالى: {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}، استئناف خبر عما كانوا عليه في الدنيا لا تعلق له بما قبله.

قوله صلى الله تعالى عليه وسلم في رواية الترمذي رحمه الله تعالى: "إذا كان يوم القيامة أتي بالموت كالكبش الأملح فيوقف بين الجنة والنار فيذبح"، الحديث ... فقد استفتى بعض الناس علماء زمانه عن هذا الحديث، فذكر كلاما مطولا وفي آخره: ولا يجوز أن يظن أن الموت الذي


(١) سورة الحج، الآية: ١٩.
(٢) سورة النساء، الآية: ١١٥.
(٣) سورة مريم، الآية: ٩٣.