يذبح هو ملك الموت -معاذ الله من ذلك- فلا يظن بملائكة الله عز وجل المقربين صلوات الله تعالى عليهم وسلم شيء من ذلك، إنما الموت معنى من المعاني جسّده الله تبارك وتعالى يعرفه بها أهل الجنة لدوام سرورهم ويعرفه بها أهل النار لدوام حزنهم وحسرتهم ولم يكن يشهد أهل الجنة قبل ذبح الموت تكدير ولا خول فإنها دار أمن من أول دخلوهم. وإنما قال في الحديث:"يزدادون فرحا إلى فرحهم"، وهم لا يزالون في زيادة من الفرح لما أنعم الله تعالى عليهم ويرضاه عنهم ورؤيتهم لربهم الدائم الباقي جل جلاله، فيراه أهل الجنة بأعين باقية خالدة لا موت فيها. وقال بعضهم فظاهر عمومات أدلة الكتاب والسنة تدل على أن الموت ثمّ كغيره من الجن والإنس والملائكة، قال الله تعالى:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى}(١)، ولم يستثني بذكر الموت ولا أنه يذوق موتتين دون غيره، فكل مخلوق يموت وكل من يموت يحيى بعد موته، وإنما جيء بالموت في صورة كبش لتمام النعمة عليه إشارة إلى أني قد فديتكم من الموت بمثل ما فديت به يعني إسماعيل صادق الوعد أو إسحاق على الخلاف في ذلك، انتهى. وقال بعض الناس في قوله صلى الله تعالى عليه وسلم:"يؤتى بالموت كهيئة كبش" الحديث، الموت معنى من المعاني فالمذبوح الموت وهو غير ملك الموت.