للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} (١) ليس حملة العرش منهم لأنهم فوق السماوات وليسوا من سكان السماوات، وجبريل وميكائيل من الصافين حول العرش، وقيل المستثنى موسى عليه الصلاة والسلام، أخرجه الطبري (٢) من طريق الحسن وقتادة والثعلبي من طريق جابر، وأخرج أيضا من طريق الحسن قال: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} (٣) قال الله وحده.

وقيل: المستثنى الولدان الذين في الجنة والحور العين وقيل خزان الجنة والنار ومن فيهما من الحور والولدان ومن الحيات والعقارب، حكاه الثعلبي عن الضحاك بن مزاحم. قال الثعلبي (٤): استضعف بعض أهل النظر هذه الأخبار بأن الاستثناء في الآية الكريمة وقع في سكان السماوت والأرض وليس جميع من ذكر منهم إلا الشهداء وموسى عليه الصلاة والسلام، والله تعالى أعلم. وأما كونه يحيى مع من يحيى فإن الأخبار الواردة في ذلك مع ضعفها اختلفت هل يحيى بعد موته أو لا؟ فأما الخبر الذي جاء فيه أنه يحيى فأخرج إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء في تفسيره عن جويبر بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وهو منقطع بين الضحاك وابن عباس، قال في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} (٥)


(١) سورة الزمر، الآية: ٦٨.
(٢) الطبري في التفسير (٢٠/ ٢٥٨) عن قتادة. الطبري في التفسير (٢٠/ ٢٥٩) عن الحسن.
(٣) سورة الزمر، الآية: ٦٨.
(٤) فتح الباري (١١/ ٣٧١).
(٥) سورة الزمر، الآية: ٦٨.