"مت موتة لا حياة بعدها"، وأشار البيهقي إلى شذوذ هذه الزيادة. وأما ما أورده المسئول عنه من المناسبة بكونه يموت فلا يحيى، وهو أن ذلك مراعاة لقلوب أهل الجنة حتى لا يقع لهم تكدير إذا رأوه مثلا أو يسمعون بوجوده فهي مناسبة لا بأس به إن ثبت الخبر بذلك ولا يقدح فيها كون الأصل في سكان الجنة أن لا يحصل لهم تكدير لأن ذلك لا يمنع من رفع أسبابه [ ... ](١) ولعل الذي استنبط هذه المناسبة تلقاها من تصوير الموت في صورة الكبش وذبحه بين الجنة والنار الحديث، وقد سبق إيراده في الأجوبة، وأشير في نفس سياق الحديث إلى نفس المناسبة المذكورة وهو أن أهل الجنة يزدادون فرحا إلى فرحهم وأهل النار حزنا إلى حزنهم، فيقال في جواب هذا لا يحتاج أهل الجنة إلى زيادة فرح لأنهم كل يوم في مزيد الفرح كذلك أسباب الفرح كثيرة وأنواعه متعددة بإيجاد ما يقتضيه وإعدام ما يقتضي عكسه.
وأما قول من قال: أن الكبش الذي يؤتى به بين الجنة والنار فيذبح هو ملك الموت نفسه فلم أر في ذلك بعد طول البحث والتفتيش نقلا. ولعل شبهة من زعم ذلك ما ورد من بعض الأخبار الواهية أن ملك الموت نفسه على صورة كبش، وها أنا أذكر ذلك وأبيّن وَهَاهُ وأئمة على تقدير وثبوته لم يرد التصريح بأنه الذي يذبح بل الوارد يقدم على تقدير ثبوته، ربنا يقول:"مت ولا تحيى بعدها" وذلك قبل -الصعقة- والنشر والقصاص، يموت أولا ثم يعيش ثم يذبح لأنه مخالف قوله:"لا تحيى بعدها"، ولا أنه يذبح حين يقال له مت لأن