للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذلك قبل استقرار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار. والكبش إنما يذبح بعد الاستقرار جزما، فبطل ما تجبله الذكر فإن الخبر الذي أشرت إليه.

فأخرج أبو الشيخ ابن حيان وهو الحافظ أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان بمهملة وياء آخر الحروف ثقيلة، وأبو الشيخ لقبه. في كتاب الآخرة من كتاب المبتدأ، فذكر في موضع منه بسنده إلى وهب قال: ثم قال الله تعالى: "كن"، فكان الصور وهو من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة. ثم قال للعرش خذ الصور فتعلق به، ثم قال: "كن" فكان إسرافيل وهو من أقرب الملائكة إلى الله تعالى، فأمره أن يأخذ الصور فأخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة فذكر صفة الصور مطولًا (١)، ثم قال في موضع آخر بسنده فإذا كان يوم القيامة، يقول الله عز وجل: "يا إسرافيل هات ما وكلتك به"، فيقول: نعم يا رب في الصور كذا وكذا ثقبة، وللإنس منها كذا وكذا، وللجن كذا وكذا، وللحيتان والبهائم كذا وكذا، وللوحش كذا وكذا، وللمطر كذا وكذا، فيقول انظره في اللوح المحفوظ، فإذا هو مثل بمثل لا يزيد ولا ينقص، فذكر الحديث بطوله، وفيه ذكر خلق جبريل وميكائيل، ثم يقول لملك الموت يا عزرائيل هات ما وكلتك، فيقول قبضت روح كذا وكذا إنسي وكذا وكذا جني وكذا وكذا شيطان وكذا كذا غريق، وكذا كذا حريق، فذكره بطوله (٢)، وقال في موضع بسنده: ثم يجمعون في الصور، ثم يأمر الله تعالى إسرافيل


(١) العظمة (٣/ ٨٤٠ - ٨٤٢).
(٢) العظمة (٣/ ٨٤٧ - ٨٤٨).