للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل" وقد قيل إن قوله "فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل" إنما هو مدرج من كلام أبي هريرة إلى آخره، قاله الحافظ المنذري.

فائدة: في قوله "فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل" في الكلام حذف تقديره فمن استطاع أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل والعرب قد تحذف أحد الشيئين لدلالة الثاني عليه كقولهم: قطع الله يد ورجل من قالها ومعنى الحديث أي قدر أن يطيل غرته أي يغسل غرته بأن يوصل الماء من فوق الغرة إلى تحت الحنك طولا ومن الأذن إلى الأذن عرضا فكنى بالغرة عن نور الوجه (١).

سؤال: فإن قيل: من آمن من هذه الأمة ومات قبل أن يتوضأ والأطفال الذين ماتوا قبل سن التمييز هل يبعثون غرا محجلين لكونهم من الأمة أم يبعثون بغير غرة وتحجيل كما هو ظاهر الخبر أو يفصل بين من ترك الوضوء عمدا وبين غيره لأن التارك عمدًا يستحق الحرمان كما أن شارب الخمر إذا مات قبل التوبة لا يشربها وإن دخل الجنة فيه نظر وقال بعض العلماء ظاهر الحديث أن الغرة والتحجيل لا يكونان إلا لمن توضأ من أمته -صلى الله عليه وسلم- فيدل على أن العصاة الذين لم يتوضأوا قط ولا صلوا لا يكون لهم غرة ولا تحجيل (٢)


(١) شرح المشكاة (٣/ ٧٤٩)، والكواكب الدرارى (٢/ ١٧٣).
(٢) قاله شيخ الإسلام ابن تيمية مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٠٧). وقال في مجموع الفتاوى (٢١/ ١٧١): هذا الحديث دليل على أنه إنما يعرف من كان أغر محجلا وهم الذين=