للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "والصدقة برهان" ذكر النووي فيه قولين أحدهما: أنها حجة لصاحبها في أداء حق المال، الثاني: أنها حجة في إيمان صاحبها لأن المنافق لا يفعلها غالبا والدليل على أنه حجة، لطالب الأجر من أجل أنها فرض يجازي الله به وعليه وقيل هي دليل على صحة إيمان صاحبها لطيب نفسه بإخراجها وذلك لعلاقة ما بين النفس والمال (١).

قوله: برهان، فالبرهان هو الحجة المركبة من مقدمات قاطعة وأصل البرهان الوضوح ويقال هذا برهان هذا أي وضوحه وهو مصدر كالقرآن والعداون (٢).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "والصبر ضياء" هذه هي الرواية المشهورة ورواه بعضهم "والصوم" بالميم ووجهه أن الصوم يبر عنه بالصبر وسمى النبي -صلى الله عليه وسلم- شهر رمضان شهر الصبر كما سيأتي في الصوم، ومعناه الصبر المحبوب من الشرع وهو الصبر على طاعة الله تعالى والصبر عن معصية الله تعالى والصبر على النائبات وأنواع المكاره الدنيويات لأن الصبر تجرع المرارات مع الرضا بالقدر والمراد أن الصبر لا يزال صاحبه مهتديًا مستمرًا على الصراط المستقيم (٣) قال إبراهيم الخواص: الصبر الثبات على الكتاب والسنة قال


(١) شرح النووى على مسلم (٣/ ١٠١)، والتعيين (ص ١٧٧).
(٢) مشارق الأنوار (١/ ٨٥)، والتعيين (ص ١٧٧)، والمعين على تفهم الأربعين (ص ٢٨١).
(٣) شرح النووى على مسلم (٣/ ١٠١)، والمفهم (٣/ ١٠٣)، والتعيين (ص ١٧٧ - ١٧٨)، والمعين (ص ٢٨١).