للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقتتلون على وضوئه فمن أصاب من فضل ماء وضوئه شيئًا رش به جسده ومن لم يصب أخذ من بلل أخيه فيناله البلل (١) ويؤخذ من هذا الحديث استحباب التبرك بما يلابس الصالحين وبما يلابسه الصالحون (٢) والتبرك بخريطة المصحف وجلده وبكسوة الكعبة وبحملة القرآن والعلم وقد سمى الله تبارك وتعالى القرآن مباركا فقال: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ} (٣) ويسمى حامله مباركًا فقال تعالى: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا} (٤) ومثله في الحج أيضا في حلق الرأس بمنى ففي صحيح مسلم "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رمى ونحر نسكه وحلق ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر"، فقال: "احلق فحلقه، فأعطاه أبا طلحة"، فقال: "اقسمه بين الناس" (٥). الحديث، ففيه التبرك بآثار الصالحين وادخار ذلك للنوائب والمهمات (٦) فإن المقسوم عليهم شعره -صلى الله عليه وسلم- الكريم ادخروه لذلك ومنهم من جعله معه في حفرته ومنهم من جعله متوارثا بينهم لتكون بركته بين


(١) أخرجه البخارى (٥٨٥٩)، ومسلم (٢٥٠ - ٥٠٣) عن أبى جحيفة.
(٢) إحكام الأحكام (١/ ٢٠٥).
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٥٠.
(٤) سورة مريم، الآية: ٣٠ - ٣١.
(٥) أخرجه مسلم (٣٢٦ - ١٣٠٥) عن أنس.
(٦) انظر شرح النووى على مسلم (٩/ ٥٤).