للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البر (١) ومعنى الحديث لن تقدروا على الاستقامة كلها (٢) وقيل معناه ولن تطيقوا القيام بشرط الاستقامة ورعاية حدودها وذلك لدقة أمرها وعسر المحافظة عليها (٣) والمطلوب من العبد الاستقامة وهي السداد فإن لم تقدروا عليها فالمقاربة فإن نزل عنها فالتفريط والإضاعة (٤) وقد ورد أن استقامة الإيمان من أفضل الإيمان كما في المسند عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" (٥) الحديث والمراد باستقامة إيمانه أعمال جوارحه فإن أعمال جوارحه لا تستقيم إلا باستقامة القلب ومعنى استقامة القلب أن يكون ممتلئا من محبة الله ومحبة طاعته وكراهة معصيته، قال الحسن البصري لرجل: فى او قلبك فإن حاجة الله تعالى إلى العباد صلاح قلوبهم يعني أن مراده منهم


(١) مطالع الأنوار (٢/ ٣٢٧)، والمجموع شرح المهذب (٤/ ٣).
(٢) شأن الدعاء (ص ١٢٤)، والاستذكار (١/ ٢٠٩)، والمسالك (٢/ ١٢٨)، ومشارق الأنوار (١/ ٢٠٦)، ومطالع الأنوار (٢/ ٣٢٨)، والنهاية (١/ ٢٩٨)، وجامع العلوم والحكم (١/ ٢٧٠).
(٣) الديباجة (ص ٣٥٥/ رسالة علمية).
(٤) مدارج السالكين (٢/ ١٠٥ - ١٠٦).
(٥) أخرجه أحمد ٣/ ١٩٨ (١٣٠٤٨)، وابن أبي الدنيا في الصمت (٩)، وفي مكارم الأخلاق (٣٤٢)، والقضاعي في مسند الشهاب (٨٨٧) عن أنس. وقال الهيثمي في المجمع ١/ ٥٣: رواه أحمد، وفي إسناده علي بن مسعدة وثقه جماعة، وضعفه آخرون. وقال في ١/ ٥٧: رواه أحمد وفيه: علي بن مسعدة، وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره.
وحسنه الألباني في الصحيحة (٢٨٤١) وصحيح الترغيب (٢٥٥٢) و (٢٨٦٥).