للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومطلوبه صلاح قلوبهم ولا صلاح للقلوب حتى يستقر فيها معرفة الله ومحبته وخشيته ومهابته ورجاؤه والتوكل عليه ويمتلئ من ذلك هذا هو حقيقة التوحيد ومعنى لا إله إلا الله فلا صلاح للقلوب حتى يكون إلهها الذي تألهه وتعرفه وتحبه وتخشاه هو الله وحده لا شريك له (١)، قال القشيري: الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر لأنها الخروج عَنِ المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بَيْنَ يدي الله تَعَالَى. عَلَى حقيقة الصدق ولذلك قَالَ -صلى الله عليه وسلم- استقيموا ولن تحصوا (٢)، ولقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الناس لا يطيقوا الاستقامة حق الاستقامة كما في الحديث (٣) فأصل الاستقامة استقامة العبد على التوحيد فمتى استقام العبد على معرفة الله وعلى خشيته وإجلاله ومهابته ومحبته وإرادته ورجائه ودعائه والتوكل عليه والإعراض عما سواه استقامت الجوارح كلها على طاعته فإن القلب هو ملك الأعضاء وهي جنوده فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه (٤) والله أعلم.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "سددوا وقاربوا" فالسداد الاستقامة والإصابة والمقاربة القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير، قال العلماء: معنى الاستقامة لزوم طاعة الله تعالى وهي من جوامع الكلم وهي نظام الأمور (٥) ومعنى الحديث اطلبوا


(١) جامع العلوم والحكم (١/ ٢٢٠).
(٢) الرسالة (٢/ ٣٥٧).
(٣) جامع العلوم والحكم (٢/ ٦٠٧).
(٤) جامع العلوم والحكم (٢/ ٦٠٩).
(٥) رياض الصالحين (ص ٦٢).