للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هي كلمة زجر يخاطب بها كل واقع في هلكة أو عذاب (١) ومعنى ويل لهم هلكة وخيبة (٢)، وقيل ويل اسم واد في جهنم لو أرسلت فيه جبال الدنيا لماعت من شدة حره قاله ابن مسعود وعطاء قاله القرطبي (٣)، وحكى صاحب الإكمال في ويل ستة أقوال؛ قيل هي كلمة تقال لمن وقع في الهلاك، وقيل كلمة تقال لمن استحق الهلاك وقيل هو الهلاك نفسه وقيل شدة العذاب وقيل الحزن وقيل واد في جهنم (٤)، ولعل هذا الأخير هو المراد هنا فحمله من العارفين أن ذلك الويل هو ما يصيبه من نار جهنم انتهى.

قوله: الأعقاب جمع العقب بكسر القاف وهو مؤخر القدم وعقب الشيء آخره (٥) وخص العقب بالعذاب لأنه العضو الذي لم يغسل وقيل أراد صاحب العقب على حذف المضاف (٦) وفي هذا الحديث حجة لأهل السنة أن المعذب الأجساد الدنيوية لأنه - صلى الله عليه وسلم - قال ويل للأعقاب من النار ولا خلاف في اندراج السبب في العموم الواردة عليه فإنما النزاع فيها سوى السبب فأثبت الوعيد لتلك


(١) شرح النووى على مسلم (١٨/ ٤٠).
(٢) العدة (١/ ٥٨).
(٣) المفهم (٣/ ١٢٢).
(٤) إكمال المعلم (٢/ ٣٥).
(٥) تهذيب اللغة (١/ ١٨١)، وإكمال المعلم (٢/ ٣٥)، ومشارق الأنوار (٢/ ٩٩)، والاقتضاب (١/ ٤٦).
(٦) مشارق الأنوار (٢/ ٩٩)، وإكمال المعلم (٢/ ٣٤)، والاقتضاب (١/ ٤٦)، والعدة (١/ ٥٨).