للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يبتدؤون بأسماء آلهتهم في كتبهم تبركا وطلبا لتهوين الأمر المطلوب عليهم، فالمؤمن أولى أن يبتدأ في كتابه باسم اللّه تعالى طلبًا لذلك كذلك قاله في الديباجة، وكان رسم المتقدمين أيضًا إذا كتبوا أن يبدؤوا بأنفسهم من فلان إلى فلان وبذلك جاءت الآثار (١).

قال ابن سيرين: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن أهل فارس إذا كتبوا بدؤوا بعظمائهم فلا يبدأ الرجل إلا بنفسه" (٢)، ولكن المصطلح عليه الآن في المكاتبة أن يكتب اسمه تحت سطر البسملة ليكون شبيها بالقصة ثم يكتب المرسل إليه، واستقرت الأمة على كتابة البسملة في أول كلّ كتاب من كتب العلم والرسائل، فإن كان الكتاب [مطولات] شعر فذهب إلى كتابتها في أول الشعر سعيد بن جبير وتابعه على ذلك [الترمذي]؟ قال أبو بكر الخطيب: وهو الذي نختاره ونستحبه.

روى الحاكم في المستدرك من حديث طاوس عن ابن عباس أن عثمان بن عفان سأل رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - عن بسم اللّه الرحمن الرحيم؟ فقال: "هو اسم من أسماء اللّه تعالى وما بينه وبين اسم اللّه الأعظم إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب" (٣) ثم قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.


(١) تفسير القرطبي (١٣/ ١٩٢).
(٢) انظر تفسير القرطبي (٩/ ٢٨٧٣).
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٧٨٠)، وأبن أبي حاتم في تفسيره (٨/ ٢٧١٤)، والبيهقي في الشعب رقم (٢١٢٣)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (٢/ ١٦٢).