للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله في حديث هرقل عظيم الروم أنه كتب إليه أمر بذلك لأن من صفته عليه الصلاة والسلام أنه النبي الأمي الذي لا يحسن الكتابة، قال اللّه تعالى: {وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} (١)، نعم قال القرطبي (٢): إن الكتابة وقعت على سبيل المعجزة في قصة الحديبية، فإن فيها: فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - الكتاب وليس يحسن أن يكتب فكتب: هذا ما قاضي عليه محمد بن عبد اللّه والمسألة عزيزة، وقد وقع فيها نزاع عظيم بها بلاد المغرب وأرسلوا إلى علماء الإسلام يسألون عنها ولها قصة غريبة.

قوله: عظيم الروم، دليل على أن مثل ذلك جائز مطلوب للمصلحة والتآلف لأنه أدعى للقبول وهي حكاية مصطلحهم في الألقاب على أن إضافة عظمته إلى الروم مشعرة بأنه بضدها عند المسلمين.

وقوله: من محمد بن عبد الله إلى آخره فيه إشارة إلى عز العبودية وشرفها في مقابلتها بتسمية هرقل بعظيم الروم أي فالشرف والعزة في هذه النسبة لا في تلك واللّه أعلم قاله في شرح الإلمام (٣).

قوله: يا أهل الكتاب، ففيه أن فضيلة أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى أعلى درجة من مخاطبة المشركين أهل الأوثان لما سبق لكم من شرف العلم بكتابهم وخاطبهم بذلك فرجعوا إلى ما فيه شواهد نبوته عَلَيْهِ السَّلَام، وفيه:


(١) سورة العنكبوت، الآية: ٤٨.
(٢) انظر تفسير القرطبي (١٣/ ٣٥٢).
(٣) شرح الإلمام للعرياني لم نعثر عليه والشارح ينقل عنه كثيرًا.