للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والوساوس الواردة من جهة الشيطان فإن حصلت له غفلة وخطرت له وساوس أو هواجس أضرب عنها واشتغل بالمناجاة وتدبر معاني القرآن فإذا فعل ذلك ولم يشتغل بحديث نفسه ومطاوعتها غفر له ما تقدم هذا إن كان عليه ذنب وإلا فقد روى الإمام أحمد في المسند أن الرجل إذا توضأ وأحسن الوضوء خرج نقيا من الذنوب فإن صلى كانت صلاته نافلة فإن اتصف بذلك كانت صلاته نافلة ورفع في الدرجات (١) فإن قيل أحد الخبرين يدل على حصول المغفرة بالوضوء وحده والآخر يقتضي أن المغفرة لا تحصل إلا بصلاة ركعتين لا يحدث فيهما نفسه مع الوضوء، وطريق الجمع بين الحديثين أنه يحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - رتب المغفرة أولا على الوضوء وصلاة ركعتين ثم رتبها ثانيا على الوضوء وحده فيكون في ذلك البشارة مرتين كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة" وفي الرواية الأخرى "بسبع وعشرين" قال ذلك ليبشرهم ثانيًا بالزيادة وكما قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "ألا ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال ألا ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال ألا ترضون أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبرنا" (٢) بشرهم - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات انتهى.


(١) انظر إكمال المعلم (٢/ ١٨)، وشرح النووى على مسلم (٣/ ١٠٨ - ١٠٩)، وإحكام الأحكام (١/ ٨٦) وشرح الإلمام (٣/ ٥٠٨ - ٥٠٩)، والإعلام (١/ ٣٥٣).
(٢) أخرجه البخارى (٣١٣٢) و (٤٧٤١)، ومسلم (٣٧٩ و ٣٨٠ - ٢٢٢) عن أبى سعيد الخدرى.