للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تنبيه: فإن قلت كيف يهرب الشيطان عند الأذان ولا يهرب عند الصلاة فيهما قراءة القرآن؟ قلت: لما يرى من أنها إنفاق الكل على الإعلان بشهادة التوحيد وإقامة شعار الشريعة ومن نزول الرحمة العامة عليهم ومن يأسه أن يردهم عما أعلنوا، وقيل: لا فلا يضطر إلى الشهادة لابن آدم بشهادة اعترافه بالوحدانية يوم القيامة كما تقدم، قاله الكرماني (١).

فائدة: روى النسائي في آخر سننه الكبرى من حديث الحسن عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل فإذا تغولت لكم الغيلان فبادروا بالأذان" (٢) قال النووي رحمه الله (٣): ولذلك ينبغي أن يؤذن أذان الصلاة إذا عرض للإنسان شيطان لما روي مسلم عن سهيل بن أبي صالح أنه قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلاء لنا أو صاحب لنا فناداه مناد من حائط باسمه فأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا فذكرت ذلك لأبي فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة حدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا الشيطان إذا نودي بالصلاة أدبر" (٤) انتهى، قاله في حياة الحيوان (٥).


(١) الكواكب الدرارى (٥/ ٨).
(٢) أخرجه أحمد ٣/ ٣٠٥ (١٤٢٧٧) و ٣/ ٣٨١ (١٥٠٩١)، والنسائى في الكبرى (١٠٩٠٢) واليوم والليلة (٩٥٥)، وابن خزيمة (٢٥٤٨). وضعفه الألباني في الضعيفة (١١٤٠)
(٣) الأذكار (ص ٢٣٧).
(٤) أخرجه مسلم (١٨ - ٣٨٩).
(٥) حياة الحيوان (٢/ ٢٦٤).