للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى لأن المتشوف يطيل عنقه لما يتطلع إليه فمعناه كثرة ما يرونه من الثواب (١) وقيل معناه أكثر الناس رجاء يوم القيامة لأن من رجا شيئا مد عنقه إليه (٢)، وقال ابن الأعرابي معناه أكثر الناس أعمالا وقالوا فلان عنق من الخير أي قطعه (٣) وقيل هو من طول الأعناق حقيقة لأن الناس يوم القيامة إذا كانوا في الكرب والعرق والازدحام منهم من يلحقه العرق ومنهم من يبلغ شحمة أذنه ومنهم من يعلوه فوق رأسه كان المؤذنون يومئذ أطول الناس رقابا وأرفعهم رؤوسا مشرئبين أي رافعي رؤوسهم لأن يؤذن لهم في دخول الجنة مجازاة لهم على ليهم أعناقهم يمينا وشمالا في الحيعلتين (٤).

قال الشيخ شرف الدين الدمياطي: قلت ويحتمل أعناقهم لا تزيد طولا وإنما هو لعلو مكانهم وأنهم يكونون يوم القيامة على كثيب المسك والناس في أرض المحشر كما سيأتي في حديث ابن عمر "فرؤوس الناس مستوية" الاستواء موقفهم وطولهم فهم يشرفون على الناس بطولهم وأعناقهم بعلو مكانهم وارتفاع مما تحت أرجلهم وهذا ليس ببعيد (٥) وقيل معناه أكثر الناس أتباعا يقال فلان جاء في عنق من الناس أي في جماعة كثيرة ومنه قوله تعالى


(١) شرح النووى على مسلم (٤/ ٩١ - ٩٢).
(٢) المفاتيح (٢/ ٤٥).
(٣) شرح السنة (٢/ ٢٧٧).
(٤) شرح السنة (٢/ ٢٧٨)، والمسالك (٢/ ٣٢٨)، ومطالع الأنوار (٥/ ٧)، والميسر (١/ ١٩٢)، والمفاتيح (٢/ ٤٥).
(٥) المتجر الرابح (ص ٥٥).