للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

{فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: ٤] أي جماعاتهم أي المؤذنون أكثر الناس أتباعا وهم من أجابوه إلى الصلاة (١) وقيل معناه أنهم سادة رؤساء والعرب تصف السادة بطول الأعناق (٢) وقيل طول العنق كناية عن علو درجته وأنافته على غيره إذ العرب تصف السادة بطول الأعناق كما تقدم كما أن خضوع العنق وانكساره كناية عن الحيرة والهوان والهيم (٣) أو وصفهم بطول الأعناق لأنهم مشرئبون يومئذ تحقيقا لطمعهم في دخول الجنة (٤) وأن من رجى شيئًا طال إليه عنقه وهو وجه حسن لما فيه من المطابقة بين المؤذنين وبين ما وصفوا به وذلك لأنهم يمدون أعناقهم إذا رفعوا أصواتهم بالأذان فيجازون في القيامة بما يناسب حالهم في العبادة وهو أن الناس يكونون في الكرب وهم في الروح أي الرحمة فيشرئبون أن يؤذن لهم في دخول الجنة (٥).

وفي جميل الغرائب تفسيره الدنو من رحمة الله تعالى (٦)، وفي نوادر الأصول "المؤذنون هم دعاة إلى الله" فزيدوا على الناس مرتبة بطول أعناقهم ليشرفوا على الناس بأعناقهم وهذا الطول عندنا في شخصهم وخيالهم فأما نفس الخلقة فحيث خلقها الله من جنس خلق أهل الجنة (٧)، ورواه بعضهم


(١) الحاوى (٢/ ٦١)، وشرح السنة (٢/ ٢٧٨)، والبيان (٢/ ٥٦)، وشرح المشكاة (٣/ ٩١٠).
(٢) مشارق الأنوار (٢/ ٩٢).
(٣) الميسر (١/ ١٩٢ - ١٩٣).
(٤) الميسر (١/ ١٩٢).
(٥) النهاية (٣/ ٢١٠)، والمفاتيح (٢/ ٤٥).
(٦) قاله يونس بن عبيد كما في إكمال المعلم (٢/ ٢٥٥).
(٧) نوادر الأصول (٢/ ٦).