الذهبي: وكان عند اليهود ممن أسلم بمكة والأول أثبت، قاله الطبري، وشهد الخندق وما بعده وجاء في فضله ومدحه أحاديث منها:"لو كان الدين بالثريا لناله رجال من هؤلاء" وفي رواية: "من أهل فارس" وفي رواية ضعيفة: "لو كان العلم بالثريا" فذكره، رواها ابن عدي وابن طاهر في التذكرة، ومنها:"إن الله يحب من أصحابي أربعة علي وأبو ذر وسلمان والمقداد" أخرجه الترمذي وابن ماجه، ومنها:"إن الجنة لتشتاق إلى سلمان وعلي وعمار" وقال فيه علي: إنه لقمان الحكيم أدرك العلم الأول والآخر وهو بحر لا ينزف، وآخى -عليه السلام- بينه وبين أبي الدرداء، ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سلمان منا أهل البيت"، وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبي طالب فقال:"ليس مني ولست منه" وأنشدوا فيه:
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه ... فلا تدع التقوى اتكالا على النسب
لقد رفع الإسلام سلمان فارس ... وقد وضع الشرك اللعين أبا لهب (١)
ومن مناقبه: قيل إنه اشترى وسقا من طعام فقيل له: يا أبا عبد الله تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن النفس إذا أحرزت قوتها اطمأنت وتفرغت لعبادة الله تعالى وييأس منها الشيطان والوسواس، وتوفى بالمدائن سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة سبع، وقال جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني: سمعت العباس بن يزيد يقول: قال أهل العلم: عاش سلمان
(١) البيتان ينسبان إلى على بن أبى طالب انظر تاريخ دمشق (٢١/ ٤٢٦).