للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى الرحمة، قال إسماعيل السدي: قال بنو إسرائيل لموسى عليه الصلاة والسلام: أيصلي ربنا فكبر ذلك على موسى -عليه السلام- فأوحى الله تعالى إليه أن قل لهم: إني أصلي، صلاتي رحمتي (١)، والمراد بالوسيلة هنا: منزلة في الجنة كما في الحديث، وإنما سميت الوسيلة لأنها منزلة يكون الواصل إليها قريبا من الله تعالى فائزا بلقائه فيكون كالوصلة التي يتوصل بالوصول إليها والحصول فيها إلى الزلفى من الله تعالى (٢)، وروى الإمام أحمد من طريق ابن لهيعة عن موسى بن وردان قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة" (٣) وجاء في الحديث: "إنها درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجوا أن أكون أنا هو".

فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأرجوا أن أكون أنا هو" يجوز أن يكون قد قال ذلك على وجه التواضع (٤)، ويحتمل أن يكون إذ ذاك لم يقطع بذلك لنفسه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة" يروي: "حلت له


(١) تفسير الثعلبى (٨/ ٥١) وتفسير البغوى (٣/ ٦٤٧).
(٢) تحفة الأبرار (١/ ٢٤٩ - ٢٥٠).
(٣) أخرجه أحمد ٣/ ٨٣ (١١٧٨٣)، وابن أبى الدنيا في صفة الجنة (١٩٩)، والأزدى في فضل الصلاة على النبى (٤٩)، والطبراني في الأوسط (١/ ٨٩ رقم ٢٦٣) و (٢/ ١٢٦ - ١٢٧ رقم ١٤٦٦). قال الهيثمي في المجمع ١/ ٣٣٢: رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وقال الطبراني فيه: "فسلوا الله -عز وجل- أن يؤتيني الوسيلة على خلقه". وصححه الألباني في فضل الصلاة والصحيحة (٣٥٧١).
(٤) المفاتيح (٦/ ١١١).