للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشفاعة" ويروي "حلت عليه الشفاعة" فمن رواها باللام فمعناها: حصلت له، ومن رواها بعلى فمعناه وقعت عليه شفاعتي، قاله في حادي الأرواح (١)، وقال بعضهم في قوله: "حلت له الشفاعة" أي: استحقت لأن من كان الشيء حلاله كان مستحقًا لذلك (٢)، وقال في الديباجة: "حلت له الشفاعة" أي: وجبت، وقيل: نالته ونزلت به (٣)، وقال بعضهم أيضًا في قوله: "حلت له شفاعتي" معناه: غشيته وحلت عليه لأنها كانت حراما عليه قبل ذلك، واللام هنا بمعنى على، وذلك موجود في القرآن، قال الله تعالى: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} (٤) يعني على الأذقان سجدًا (٥).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "حلت" من حل يحل بالكسر أي: وجب حل يحل بالضم أي نزل (٦) وكأنها لزمته ولم تنفصل عنه، ويؤيده التعدية بعلى، وسبب ذلك الإيمان بها والتصديق بمقتضاها وتأكيده بالسؤال لها (٧) والله أعلم.

وفي هذا الحديث إثبات الشفاعة للأمة صالحا وطالحا لزيادة الثواب أو إسقاط العذاب، وفيه حجة على المعتزلة حيث خصصوها بالمطيع لزيادة


(١) حادى الأرواح (ص ٨٣).
(٢) عمدة القارى (٥/ ١٢٣).
(٣) شرح النووى على مسلم (٤/ ٨٦).
(٤) سورة الإسراء، الآية: ١٠٧.
(٥) شرح الصحيح (٢/ ٢٤٣) لابن بطال.
(٦) إكمال المعلم (٢/ ٢٥٣).
(٧) عارضة الأحوذى (١/ ٩).