للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وما سواها من أمور الدنيا معرض للنقص والفساد أو لأنها محمية عن النسخ والإبدال وعملها باقية إلى يوم التناد (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والصلاة القائمة" أي: التي ستقوم أي تقام وتفعل بصفاتها (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "آت محمدًا" فهذا هو الأولى لأن مقام دعاء مقام ذلة وخضوع فلا تقول: آت سيدنا محمد على أن حقيقة هذا المقام لمن كثرت خصاله المحمودة فهو أعلى ما يذكر، وفيه مناسبة للمقام المحمود، وهذه فضيلة الذكر عند ذكره في الصلاة عليه، وهل الأولى سلوك الأدب أو امتثال الأمر ولكل منهما وجهة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الوسيلة" والوسيلة درجة في الجنة لا تنبغي إلا له، والوسيلة: أصلها ما يتوصل إلى الشيء، والجمع: وسائل، والمراد بها القرب من الله تعالى، وقيل: الوسيلة منزلة في الجنة، ففي صحيح مسلم وفي شرح التنبيه للعيني: الوسيلة قبتان على أعلى عليين أحدهما من لؤلؤة بيضاء يسكنها محمدا وآله، والأخرى من ياقوتة صفراء يسكنها إبراهيم عليه السلام وآله، انتهى.

وقال في حادي الأرواح عن الوسيلة (٣): وسميت درجة النبي - صلى الله عليه وسلم - الوسيلة لأنها أقرب الدرجات من الرب تبارك وتعالى وهي أقرب الدرجات إلى الله تعالى كما تقدم، ومعنى الوسيلة: من الوصلة ولهذا كانت أفضل الجنة


(١) شأن الدعاء (ص ١٣٥)، والميسر (١/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٢) تحرير ألفاظ التنبيه (١/ ٥٤).
(٣) حادى الأرواح (ص ٨٢ - ٨٣).