للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأشرفها نورًا، ولما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلى الخلق عبودية لربه وأعظمهم له محبة وأعلمهم وأشدهم له خشية كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله تعالى وهي أعلى درجة في الجنة كما تقدم، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسألوها له لينالوا بهذا الدعاء الزلفى من الله تعالى وزيادة الإيمان، وأيضًا فإن الله سبحانه وتعالى قدرها له أسباب، منها: دعاء أمته له بها بما نالوه على يده من الإيمان والهدى.

تنبيه: قال ابن العربي في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (١) الآية، دليل على أنه لا بأس بطلب الدعاء من الغير وإن كان الطالب أفضل من المطلوب منه (٢)، وهذه المسألة تكلم فيها الإمام محمد بن جرير الطبري لما تكلم في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر: "سيأتيكم أمداد اليمن، فيهم أويس بن عامر، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل" رواه مسلم (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والفضيلة"، أي: المرتبة الزائدة على سائر الخلق (٤)، ووقع في الشرح والروضة والمحرر: بعد الفضيلة زيادة والدرجة الرفيعة ولا وجود لهما في كتب الحديث (٥).


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٥٦.
(٢) انظر الأذكار للنووى (ص ٦٣٠)، وشرح النووى على مسلم (١٦/ ٩٥).
(٣) أخرجه مسلم (٢٢٥ - ٢٥٤٢).
(٤) الكواكب الدرارى (٥/ ١٤)، وفتح البارى (٢/ ٩٥)، وعمدة القارى (٥/ ١٢٢).
(٥) النجم الوهاج (٢/ ٦٦). وهذا الذى قرره الدميرى صاحب النجم الوهاج صحيح فالحديث: أخرجه ابن السنى في اليوم والليلة (٩٥) من طريق النسائى عن جابر وهذه زيادة ليست في الحديث. انظر إرواء الغليل (١/ ٢٦١).