للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروي أنه قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هده أي أصلحه، فقال: عريش كعريش موسى (١) ثم إن الوليد هدمه في هذه السنة وزاد فيه وأدخل حجرات أمهات المؤمنين فيه وكان يتولى المدينة يومئذ عمر بن عبد العزيز واستعمل على هدمه وبنائه صالح بن كيسان، فبدأ في عمله في شهر صفر من هذه السنة حتى كمل على [أفخم هيّة وأحسن بنية وأتمّ إتقان] ثم وسعه المهدي سنة ستين ومائة وزاد فيه المأمون زيادة كثيرة ووسعه وعلى موضع زيادته مكتوب: أمر عبد الله المأمون بعمارة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة اثنتين ومائتين، طلب ثواب الله وطلب كرماة الله تعالى فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعًا بصيرًا، أمر عبدُ الله عبدَ الله بتقوى الله ومراقبته وصلة الرحم والعمل بكتاب الله وسنة رسوله وتعظيم ما صغرته الجبابرة من حقوق الله وإحياء ما أماتوه من العدل وتصغير ما عظموه من الهوان والجور وأن تطيعوا الله وتعصوا من عصى الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى، انتهى، قاله في تاريخ كنز الدرر (٢).

وروى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة أنهم كانوا يحملون اللبن إلى بناء المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم، قال: فاستقبلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو


(١) روي مرسلًا عن الحسن البصري وسالم بن عطية والزهري وراشد بن سعد وموصولًا عن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت. وصححه الألباني في الصحيحة (٦١٦) وحسنه من طريق الحسن في صحيح الترغيب (١٨٧٦).
(٢) كنز الدرر (٤/ ٢٦٠ - ٢٦١).