للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عارض لبنة على بطنه فظننت أنها شقت عليه فقلت ناولنيها يا رسول الله قال: "خذ غيرها يا أبا هريرة فإنه لا عيش إلا عيش الآخرة" (١) ومعنى أن العيش عيش الآخرة أن الحياة المطلوبة الهنيئة الدائمة هي الدار الآخرة (٢) وهذا كقوله: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} (٣) أي دار الحياة التي لا تزول ولا موت فيها (٤).

تتمة: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان موضع مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - لبني النجار وكان فيه نخل ومقابر المشركين، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثامنوني به" أي: بايعوني، قالوا: لا نأخذ له ثمنًا أبدًا، قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبنيه وهم يناولونه والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أن إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة" قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي قبل أن يبني المسجد حيث أدركته الصلاة، رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (٥)، وبنو النجار: قبيلة من


(١) أخرجه أحمد ٢/ ٣٨١ (٨٩٥١). قال البخاري في التاريخ الأوسط ١/ ١٧: لا يعرف للمطلب سماع من أبي هريرة، وقال أبو حاتم الرازي كما في المراسيل ص ٢٠٩: عن أبي هريرة مرسل. قال الهيثمي في المجمع ٢/ ٩: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قال الصالحي في سبل الهدى (٣/ ٣٣٧): وهذا كان في بنائه المرّة الثانية، لأن أبا هريرة لم يسلم في الأولى. وضعفه الألباني في الثمر المستطاب (١/ ٤٥٨).
(٢) المجموع (٧/ ٢٤٤) وتحرير ألفاظ التنبيه (ص ١٤١) وكفاية النبيه (٧/ ١٧٤).
(٣) سورة العنكبوت، الآية: ٦٤.
(٤) تفسير الثعلبي (٧/ ٢٨٩)، وتفسير القرطبي (١٣/ ٣٦٢).
(٥) أخرجه البخاري (٤٢٨) و (٣٩٣٢)، ومسلم (٩ - ٥٢٤)، وأبو داود (٤٥٣ و ٤٥٤)، والنسائي في المجتبى ٢/ ١٨١ (٧١٤) والكبرى (٨٦٩).