للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المساجد وعمارتها (١)، انتهى.

فرع: هل يمكن الكافر من بناء المساجد، قال البغوي في تفسيره: ذهب جماعات إلى أنه يمنع منه الكافر حتى لو أوصى به لم تنفذ وصيته (٢)، والصحيح جوازه لقوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" وكما لو تصدق أو وقف على الفقراء والمساكين فإنه يصح ولا يصير ببناء المسجد مسلمًا وإن عظمه حتى يأتي بالشهادتين بخلاف المسلم إذا بنى كنيسة واعتقد تعظيمها فإنه يكفر لأن الكفر يحصل بمجرد النية والإسلام لا يحصل إلا بالتلفظ بالشهادتين والله أعلم، قاله ابن العماد في شرح العمدة (٣).

فرع آخر: لو اتخذ مسجدًا في مقبرة غير منبوشة كرهت الصلاة فيه استصحابًا لحكمها حتى نبش الموتى وتخرج، ولو اتخذ مسجدا في الوادي الذي نام فيه رسول الله عن صلاة الصبح كرهت الصلاة فيه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "اخرجوا من هذا الوادي فإن فيه شيطانا" (٤) ويكره أيضًا اتخاذ المسجد بأرض بابل إن صح ما رواه أبو داود أن عليا مر بأرض بابل فأسرع الخروج منها ولم يصل فيها وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنها أرض ملعونة"


(١) تسهيل المقاصد (لوحة ٦٦).
(٢) تفسير البغوي (٤/ ١٩).
(٣) ذكره أيضا في تسهيل المقاصد (لوحة ٦٦).
(٤) أخرجه مالك (٢٦) عن زيد بن أسلم مرسلًا. وصححه الألباني في المشكاة (٦٨٧).