للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والصبوة الميل إلى الجهل ومنه قولهم لكل شاب صبوة ولكل جواد كبوة ولكل عالم غفلة، وكما قالوا الجواد يكبو والنار تخبو والصارم ينبو، والإنسان محل النسيان (١) انتهى. قاله في الديباجة.

قال النووي رحمه الله: قال جماعة منهم المتولي: يكره إدخال البهائم والمجانين والصبيان الذين لا يميزون المسجد من غير حاجة مقصودة لأنه لا يؤمن بتنجيسهم المسجد ولا يحرم ذلك لأنه ثبت في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى حاملا أمامة بنت زينب وطاف على بعيره ولا ينفي هذا الكراهة لأنه - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك بيانا للجواز أو ليظهر ليقتدى به - صلى الله عليه وسلم - فيكون حينئذ أفضل في حقه فإن البيان واجب عليه - صلى الله عليه وسلم - (٢)، ونقل في الروضة في كتاب الشهادات باب العدة أن إدخال الصبيان والمجانين المسجد حرام (٣) انتهى.

وأطلق النووي في الروضة المنع من دخول الصبيان والمجانين في المسجد وهو ظاهر في المجانين إذا خيف منهم تلوث أما مع الأمن والتمييز فلا لأن غير المميز كالبهيمة ويحمل على أن لا نمنعه من إدخاله المسجد وإن كان الأولى فيه تنزيه المسجد عمن لا يؤمن منه حدّث.

فرع: ثياب الصبيان وأبدانهم ولعابهم محمولة على الطهارة حتى تتيقن النجاسة فيجوز الصلاة في ثيابهم والأكل معهم في المائع إذا غمسوا فيه


(١) مغنى اللبيب (ص ١٣).
(٢) المجموع (٢/ ١٧٦)، وشرح النووي على مسلم (٣/ ١٩٢).
(٣) روضة الطالبين (١١/ ٢٢٤).