للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عنه جوابان، الأول: أنه إنما بدئ بالنفي ردًّا على زاعم الشريك ومدعيه لأنه المناسب في اللسان أن يجاب مدعي الإثبات بالنفي ومدعي النفي بالإثبات، الجواب الثاني: إنما قدم النفي على الإثبات ليُفَرِّغَ الموحدُ قلبه مما سوى الله تعالى بلسانه كما فرغه بقلبه ليواطئ اللسان القلب فإذا فرغه أثبت فيه الله حتى لا يكون مع الله غيره ومتى شغل قلبه بغيره لم يصح توحيده لأنه ليس لله شريك والقلب المشغول بغير الله لا يصح شغله بالله في حال شغله بغير الله إذ المشغول لا يشغل، فالله تعالى يقول: "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" (١) قاله في كشف الأسرار (٢).

سؤال فيه بشرى: لم كانت لا إله إلا الله أربع كلمات فيظهر في الجواب أنه لما كان النهار نصفين والليل نصفين كانت الأنصاف الأربعة فكانت الكلمات بعدد هذه الأنصاف ليكون لمن قالها في اليوم والليلة مغفورا له ذنوب ما عمل فيها قاله في الكشف أيضًا، قال السمرقندي: في كتاب الأربعين: ويقال: من قال لا إله إلا الله هدمت عنه أربعة آلاف سيئة كل كلمة تكفر ألف سيئة (٣).


(١) أخرجه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد (ص ١٠٩)، وفي التاريخ الكبير (٢/ ١١٥)، والبزار في مسنده رقم (١٣٧)، والطبراني في الدعاء رقم (١٨٥٠)، والبيهقي في الشعب رقم (٥٦٧) من حديث عمر، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة رقم (٤٩٨٩).
(٢) كشف الأسرار (لوحة ٣).
(٣) كشف الأسرار (لوحة ٣).