للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قد صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه" الحديث، الصلاة من الله تعالى بمعنى الرحمة ومن الملائكة بمعنى الاستغفار ومن الأدميين تضرع ودعاء (١)، وتقدم الكلام على الصلاة في اللغة وفي الشرع على مواضع من هذا التعليق.

قوله: "اللهم ارحمه" وفي رواية: "اللهم اغفر له" فإن قيل: ما الفرق بين المغفرة والرحمة؟ قيل: المغفرة ستر الذنوب، والرحمة إفاضة الإحسان عليه (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال في صلاة ما كان ينتظر الصلاة" ظاهره أن صلاة الملائكه عليه مشروطة بدوامه في صلاة بعد صلاة، وكذا جاء مصرحا به في الموطأ "فإذا صلى أحدكم فجلس في مصلاه لم تزل الملائكة تصلي عليه فإن قام من مصلاه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة حتى يصلي"، وظاهر هذا الحديث: أن انتظار الصلاة يختص بالمصلى في جماعة في المسجد، فلو صلى في غير جماعة وقعد ينتظر الصلاة لم تحصل له هذا الفضيلة، وسئل الإمام مالك عمن صلى في غير جماعة وقعد ينتظر الصلاة أتراه في صلاة كمن ينتظر الصلاة في المسجد؟ قال: نعم إن شاء الله تعالى (٣).


(١) المجموع (١/ ٧٥)، وتحرير ألفاظ التنبيه (ص ٢٩)، وتهذيب الأسماء واللغات (٣/ ١٧٩).
(٢) الكواكب الدراري (٤/ ١٠٤).
(٣) المنتقي (١/ ٢٨٤)، والإعلام (٢/ ٣٧٠ - ٣٧١).