للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن بطال في شرح البخاري: من كان كثير الذنوب وأراد أن يحطها الله تعالى عنه فليكثر من ملازمة مكان مصلاه بعد الصلاة ليستكثر من دعاء الملائكة واستغفارهم له [فهو مرجو إجابته] لقوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} (١) وقد أخبر عليه الصلاة والسلام "من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه" وتأمين الملائكة إنما هو مرة واحدة عند تأمين الإمام ودعاؤهم لمن قعد في مصلاه دائما أبدا مادام قاعدًا فيه فهو أحرى بالإجابة، وقد شبه -عليه السلام- انتظار الصلاة بعد الصلاة بالرباط، وأكد ذلك بتكراره مرتين بقوله: "فذلكم الرباط، فذلكم الرباط"، قال: فعلى هذا كل مؤمن عاقل سمع هذه الفضائل الشريفة عليه أن يحرص على الأخذ بأوفر الحظ منها ولا تمر عنه صفحًا (٢) انتهى، قاله في الديباجة.

قوله: وفي رواية تقول الملائكة: "اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه" ومعناه: ما لم يؤذ أحدكم الملائكة بنتن الحدث أو ما لم ينقض الوضوء (٣)، وقال بعض العلماء: ما لم يؤذ أي ما لم يتكلم كلام الدنيا (٤)، فمفهوم الحديث أن صلاة الملائكة عليه تنقطع عنه لا أنه يؤمر بالخروج منه للحدث فيجوز للمحدث الحدث الأصغر الجلوس في المسجد، وادعى


(١) سورة الأنبياء، الآية: ٢٨.
(٢) شرح الصحيح (٢/ ٩٥).
(٣) الكواكب الدراري (٤/ ١٠٤) و (١٠/ ١٤).
(٤) انظر: شرح المشكاة (٣/ ٩٣٥) للطيبى، واختيار الأولى (ص ٦٩) لابن رجب.