للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ابن عباس هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنان وسبعون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على خمسة وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بحديث قال الواقدي مات زيد سنة خمس وأربعين وهو ابن ست وخمسين سنة ومناقبه كثيرة مشهورة (١).

قوله: "كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نريد الصلاة فكان يقارب الخطا فقال أتدرون لم أقارب الخطا قلت الله ورسوله أعلم"، وفي آخره "إنما فعلت لتكثر خطاي في طلب الصلاة" قال العلماء في هذه الأحاديث المتقدمة دليل على أن الدار البعيدة عن المسجد تكتب للآتي منها أجر كبير على قدر بعدها وأنها كلما بعدت كان الأجر أكثر لزيادة الخطا (٢) ألا ترى إلى قوله كان يقارب الخطى ولقوله - صلى الله عليه وسلم - في الرواية الأخرى "إنما فعلت هذا لتكثر خطاي في طلب الصلاة" وهذا ظاهر لقوله -عليه السلام- لم يخطو خطوة إلا رفعت له بها درجة فكلما ازدادت الخطى كان أجرا ولكن في مسند الإمام أحمد بسند فيه ابن لهيعة عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة كفضل الغازي على القاعد" وهذا الحديث مخالف للأصول وفي سنده ابن لهيعة وابن لهيعة فيه كلام مطول.

فائدة: اختلف العلماء رضي الله عنهم فيما إذا قربت داره من مسجد، قيل الأفضل أن يصلي في ذلك المسجد الجوار لحق جواره أو يذهب إلى المكان البعيد فقالت طائفة الصلاة في البعيد أفضل عملا على ظاهر الأحاديث


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٠٠ - ٢٠٢ الترجمة ١٨٦).
(٢) اختيار الأولى (١/ ٥٩).