للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناج منها قد سد الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم، أخرجه أحمد في المسند، والتهاويل: الألوان المختلفة فشاهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرًا عظيمًا فصعق، وذلك معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)} (١) وقال ابن عباس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: "إن الله وصفك بالقوة والطاعة والأمانة فأخبرني عن ذلك" فقال: أما قوتي فإني رفعت قرى قوم لوط من تخوم الأرض السابعة على ريشة من جناحي وصعدت بهم إلى السماء حتى سمع أهل السموات صياح الدجاج ونباح الكلاب ونهيق الحمير ثم قلبتها عليهم؛ وله عليه السلام قوة في طيرانه: فإن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لما ألقي في النار كان جبريل عند سدرة المنتهى فأدركه قبل أن يصل إلى النار، ولما ألقي يوسف في الجب كان جبريل -عليه السلام- عند سدرة المنتهى أيضًا فأدركه قبل أن يصل إلى قعر الجب؛ وله قوة في صوته: فإنه صاح بثمود صيحة ماتوا كلهم منها، انتهى قاله في عجائب المخلوقات (٢)؛ وأما طاعة المخلوقات لي فإنني آمر رضوان خازن الجنة متى شئت يفتحها وكذلك مالك خازن النار؛ وأما أمانتي فإن الله تعالى أنزل من السماء مائة كتاب وأربع كتب لم يأمن عليها غيري (٣) أنزل منها على آدم -عليه السلام- إحدى وعشرين


(١) سورة النجم، الآية: ١٣.
(٢) عجائب المخلوقات (ص ٥٧).
(٣) كنز الدرر (١/ ٦٩).