للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تنبيه: مناجاة الرب حقيقة أم مجاز، قلت: هي مجاز لأن القرينة صارفة عن إرادة الحقيقة إذ لا كلام محسوسا إلا من طرف العبد فالمراد لازمها نحو إرادة الخير وهو تشبيه أي كأنه يناجي ربه عَزَّ وَجَلَّ قال النوري: المناجاة إشارة إلى إخلاص القلب وحضوره وتفريغه لذكر الله تعالى أ. هـ. قاله الكرماني (١).

قال العُلماء: ويلتحق بالثوم والبصل والكرات كلّ ما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها قال: القاضي عياض ويلحق به من أكل فجلا وكان يتجشأ قال: وقال ابن المرابط ويلحق به من به بخر في فمه أو به جرح له رائحة كريهة قال: القاضي عياض وقال: العُلماء على هذا مجامع الصلاة غير المسجد كالعيد والجنائز ونحوها من مجامع العبادات وكذا مجامع العلم والذكر والولائم ونحوها ولا يلحق بها الأسواق ونحوها وذكره من عدم الالتحاق بالأسواق لأن الناس يتأذى الأسواق وينبغي الكراهة لقوله - صلى الله عليه وسلم - "وليقعد في بيته" قاله في شرحها (٢).

تنبيه وألحق بها المجذوم والأبرص واستدل بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يرد ذو عاهة على مصح" وأن عمر - رضي الله عنه - رأى جارية مجذومة تطوف بالبيت فقال: يا أمة الله لو جلست في بيتك لا تؤذي الناس فتركت الطواف فلما مات عمر - رضي الله عنه - قيل لها أخرجي فطوفي فإن الذي تخاف قد مات فقالت ما كنت أطيعه حيا وأعصيه


(١) الكواكب الدراري (٤/ ٧٠).
(٢) إكمال المعلم (٢/ ٤٩٧)، وشرح النووي على مسلم (٥/ ٤٨).