للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو أهل وفرغ قلبه لله إلا (انصرف) من خطيئته (كيوم ولدته أمه) وفي الباب حديث عثمان وفيه سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم يحضر صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها وسجودها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كلّه" رواه مسلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تحضره صلاة مكتوبة" أي مفروضة وهو مجاز من الكتابة فإن الحاكم إذا كتب شيئًا على أحد كان ذلك حكما وإلزاما (١).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فيحسن وضؤها" إحسان الوضوء الإتيان بفرائضه وسننه (٢) وتقدم الكلام على ذلك مبسوطًا.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وخشوعها" خشوع الصلاة الإخبات فيها بانكسار والجوارح وحضور القلب ومراعاة الأدب من الالتفات إلى اليمين واليسار (٣) وتقدم أوائل هذا الباب الكلام على الركوع والسجود.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب" والكفارة هي الخصلة التي من شأنها أن يكفر الخطيئة أي تسترها وتمحوها ومعناه إلا كانت تلك الصلاة ساترة ومزيلة لذنوبه الماضية مادام لم يعمل كبيرة (٤).


(١) تحفة الأبرار (١/ ١٦٩).
(٢) تحفة الأبرار (١/ ١٧٠).
(٣) تحفة الأبرار (١/ ١٧٠) والمفاتيح (١/ ٣٥٠).
(٤) المفاتيح (١/ ٣٥٠).