للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو الأصح عند الرافعي وقيل فرض عين وسيأتي الكلام على من يقول بذلك في بابه فالمراد بالدرجة المذكورة في الحديث شرف المنزلة في الجنة لا مجرد الحسنة وقيل أيضًا لبعض العُلماء في طريق الجمع بين الأحاديث أن الدرجة أقل من الجزء كما تقدم فتكون الخمسة والعشرون جزء أقل من الدرجة وهذا القدر حدث لا دليل عليه والجواب ما ذكر من وجهين آخرين أحدهما أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر أولا بخمس وعشرين ثم أخبر ثانيا بالسبع والعشرين فيكون في ذلك البشارة مرتين ومن فوائد ذلك تنشيط النفس ومسارعتها إلى ما يحصل ذلك، الوجه الثاني أنه يحتمل أنه أوحي إليه أولا الخمس والعشرين فبشر به ثم أوحي إليه الزيادة فبشر بها وقد وردت البشارة ثلاثًا في قوله - صلى الله عليه وسلم - "ألا ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة" فكبرنا ثم قال "ألا ترضون أن تكونوا نصف أهل الجنة" فكبرنا ثم قال - صلى الله عليه وسلم - إن أهل الجنة عشرون ومائة صنف منها ثمانون من هذه الأمة" قيل وإنما كانت الثمانون من هذه الأمة لأن الله تعالى سماهم الوارثين قال الله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠)} (١) ودار الجنة هي دار أبينا آدم - صلى الله عليه وسلم - والورثة يكون لهم الثلثان بطريق الأرث. والبقعة لغيرهم بطريق الوصية وأمته - صلى الله عليه وسلم - هم الوارثون جعلنا الله تعالى من أمته قيل وإنما كانت العدة سبعا وعشرين لأن الحسنة بعشر أمثالها والجماعة مأخوذة من الجمع فإذا صلى ثلاثة أنفس كانت صلاتهم


(١) سورة المؤمنون، الآية: ١٠.