للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الإملاء نور يهتدى به في نظائر الأحاديث الذي تساهل فيها أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم.

مثال ما تساهل فيه أبو داود: الحديث الذي رواه عنه المصنف في الترهيب من دخول الحمام وعبارته عن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن دخول الحمامات" (١) رواه أبو داود ولم يضعفه، واللفظ له، والترمذي وابن ماجه؛ فقوله: "ولم يضعفه" يعني: سكت عنه، فيقتضي أنه حسن، قال المصنف: رووه كلهم من حديث أبي عذرة عن عائشة، ثم قال: قال أبو بكر الحازمي (٢): لا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه، وأبو عذرة غير مشهور، فقد وُجد من أبي داود تساهل حيث لم يضعف هذا الحديث، فبيان المصنف لتضعيفه مقباسٌ يُستضاء به في نظير ذلك من الأحاديث التي في طريقها أبو عُذرة حتى يقضى عليها بالضعف.

مثال ما تساهل فيه الترمذي: كالحديث الذي رواه عنه المصنف في الترهيب في ترك السنة، وعبارته عن عمرو بن عوف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال بن الحارث يومًا: "اعلم يا بلال ... " الحديث" (٣)، قال في آخره: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من طريق كثير بن عبد الله، قال الترمذي: حديث


(١) أخرجه أبو داود رقم (٤٠٠٩)، والترمذي رقم (٢٨٠٢) وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة وإسناده ليس بذاك القائم، وابن ماجه رقم (٣٧٤٩)، وأحمد في مسنده (٤١/ ٤٦٦) رقم (٢٥٠٠٦)، وضعفه الألباني في غاية المرام رقم (١٩١).
(٢) الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار (ص ٢٤١).
(٣) أخرجه الترمذي رقم (٢٦٧٧)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (٩٦٥).