للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحرام والمكر والخداع والتساهل في البيوع الفاسدة والربا والغصب والكذب والإيمان الكاذبة واختلاط النساء وغير ذلك بمعركة الحرب (١)، ولذلك قال: "وبها تنصب رايته" كناية عن قوة طمعه في إغوائهم لأن الرايات في الحرب لا تنصب إلى مع قوة الطمع في الغلبة وإلا فهي مع اليأس تحط ولا ترفع انتهى قاله ابن الأثير (٢).

وقيل: "وبها تنصب رايته" إعلام بأذانه في الأسواق وجمع أعوانه إليه فيها (٣)، ويفيد هذا الحديث أن الأسواق إذا كانت موطن الشياطين ومواضع إهلاك الناس فينبغي للإنسان أن لا يدخلها إلا بحكم الضرورة كالمراحيض التي هي مأوي الشياطين، ولذلك قال: "لا تكن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها" لأن من كان أول داخل بها وآخر خارج منها يكون من استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر الله وصرفه عن أمر دينه وجعل همه السوق وما يفعل فيها، فحق من ابتلاه الله بالسوق أن يخطر بباله أنه قد دخل محل الشيطان ومحل جنوده وأنه إن أقام هنالك هلك، ومن كانت هذه حاله اقتصر منه على قدر الضرورة ويحذر من سوء عاقبته وبليته (٤) والله أعلم.


(١) المفهم (٢٠/ ٩٦)، وشرح النووي على مسلم (١٦/ ٧).
(٢) النهاية (٣/ ٢٢٢).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٦/ ٧)، والمفهم (٢٠/ ٩٦).
(٤) المفهم (٢٠/ ٩٧).